التطوع والبذل قيمة إنسانية عظيمة الأثر في حياة الفرد والمجتمع، وهما من صالحات الأعمال والمآثر، بالمواقف والمال والجهد دون منٍّ أو أذى تجاه الآخرين خاصة ذوي الحاجات من الضعفاء والمساكين.. ومن أنعم الله عليه بهذه الروح الجميلة وتمسك بمناقبها تضيء نفسه بالرضا ودروب حياته بالخيرات ولسان الشكر والحمد لله على هذه النعم من الفضائل.
أول ما يطبعه الإيثار في النفس هو حب البذل، قال تعالى«وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ» وقال صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه» وفي هذا كنوز الإسلام عظيمة من الكتاب الكريم والسنّة المطهرة، وشيم موروثنا الاجتماعي الأصيل الذي يجب الحفاظ عليه بترسيخ روح بالبذل والتطوع جهدا ومالا وتعاونا، وبها تكون المحبة والتراحم وتجلب البركات خيرا وأعظم أجرا.
ولكن هل حقا نعي قيمة هذه الفضائل الإسلامية في تربية الناشئة ليشبوا عليه ونذكّرهم بها كبارا لتستقيم نفوسهم وينفعوا أسرهم ومجتمعهم، وفي العديد من المجتمعات كالمجتمع الأمريكي مثلا نراهم يحرصون على تلقين أبنائهم هذه القيم ويمارسونها سلوكا فيما بينهم: توقير الكبير ومساعدة كبار السن، وإخلاء المقعد لهم في الباصات، ومساعدتهم في عبور الطريق، والتوقف بالسيارة حتى عبورهم، واحترام الحقوق والتعليمات المنظمة كأسلوب وثقافة حياة.
دائما نتمنى أن يكون أبناؤنا نافعين في حياتهم، وأن يكون فيهم الخير عندما يستقلون بحياتهم، بالسؤال عن أهلهم وتفقد أحوال آبائهم وأمهاتهم والدعاء لهم وتلبية احتياجاتهم، وكم من آباء وأمهات يحصدون ما زرعوه من حسن تربية، ببر ذريتهم لهم، وحبهم للخير وبذله تجاه الآخرين بنفس عامرة بالخير.
الذين لا يؤسسون هذه الفضيلة في ذريتهم، هم أول من يجنون أشواك ومثالب إهمالهم لغرس القيم عندما لا يجدون إلا جفاء وعقوقا، وهكذا كما يقال «الجزاء من جنس العمل». والمجتمع الذي تسود فيه روح التكافل والتطوع والبذل يكون أكثر تماسكا وتعاونا، وتعلو فيه المحبة وتتوارى فيه البغضاء.
والبذل ليس فقط بالمال إنما مظاهره ومجالاته كثيرة بالتطوع والإسهام في خدمة المجتمع كالكشافة والجمعيات الخيرية لمساعدة الفقراء والمرضى، وضعفاء الحال، والحرص على الواجبات الاجتماعية من عيادة المريض وصلة الأرحام، والعدل والإحسان لذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل، كما أمر الحق تبارك وتعالى، وإعطاء الأجير أجره قبل أن يجف عرقه، كما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم، فالإحساس بالآخرين نعمة ومساعدتهم فضيلة أصيلة أجرها عند الله عظيم، وتعكس نفسا طيبة لا يشعر بها إلا ذوو القلوب الرقيقة المطمئنة بالرضا الواثقة في المثوبة.
أما الإثرة والأنانية فيعيش صاحبها حياة مادية موحشة يشقى فيها بضعف اليقين وبقسوة القلب والقلق على الحياة، وهذا ما يجب أن ننبه أجيالنا منه، خاصة في زمن مادي تزداد بشاعته في تشكيل الأنانية التي باتت تتسرب بتأثيرات العزلة النفسية والمكانية وإهدار الوقت مع العالم الافتراضي وطغيانه على الواقع وعلى استقامة الحياة بالحقوق والواجبات في المجتمع الواسع، وعلى هذا ينشأ الأطفال ويشبون عليه دون انتباه لمستقبل سلوكهم، بينما من ينشأ على روح البذل ينعم في حياته بالرضا والبركة والستر، وبه يرفع الله ابتلاءات ويصاحب فاعلها الطمأنينة في الدنيا والفوز بحسن الثواب.
* كاتب سعودي
iikutbi@gmail.com
أول ما يطبعه الإيثار في النفس هو حب البذل، قال تعالى«وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ» وقال صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه» وفي هذا كنوز الإسلام عظيمة من الكتاب الكريم والسنّة المطهرة، وشيم موروثنا الاجتماعي الأصيل الذي يجب الحفاظ عليه بترسيخ روح بالبذل والتطوع جهدا ومالا وتعاونا، وبها تكون المحبة والتراحم وتجلب البركات خيرا وأعظم أجرا.
ولكن هل حقا نعي قيمة هذه الفضائل الإسلامية في تربية الناشئة ليشبوا عليه ونذكّرهم بها كبارا لتستقيم نفوسهم وينفعوا أسرهم ومجتمعهم، وفي العديد من المجتمعات كالمجتمع الأمريكي مثلا نراهم يحرصون على تلقين أبنائهم هذه القيم ويمارسونها سلوكا فيما بينهم: توقير الكبير ومساعدة كبار السن، وإخلاء المقعد لهم في الباصات، ومساعدتهم في عبور الطريق، والتوقف بالسيارة حتى عبورهم، واحترام الحقوق والتعليمات المنظمة كأسلوب وثقافة حياة.
دائما نتمنى أن يكون أبناؤنا نافعين في حياتهم، وأن يكون فيهم الخير عندما يستقلون بحياتهم، بالسؤال عن أهلهم وتفقد أحوال آبائهم وأمهاتهم والدعاء لهم وتلبية احتياجاتهم، وكم من آباء وأمهات يحصدون ما زرعوه من حسن تربية، ببر ذريتهم لهم، وحبهم للخير وبذله تجاه الآخرين بنفس عامرة بالخير.
الذين لا يؤسسون هذه الفضيلة في ذريتهم، هم أول من يجنون أشواك ومثالب إهمالهم لغرس القيم عندما لا يجدون إلا جفاء وعقوقا، وهكذا كما يقال «الجزاء من جنس العمل». والمجتمع الذي تسود فيه روح التكافل والتطوع والبذل يكون أكثر تماسكا وتعاونا، وتعلو فيه المحبة وتتوارى فيه البغضاء.
والبذل ليس فقط بالمال إنما مظاهره ومجالاته كثيرة بالتطوع والإسهام في خدمة المجتمع كالكشافة والجمعيات الخيرية لمساعدة الفقراء والمرضى، وضعفاء الحال، والحرص على الواجبات الاجتماعية من عيادة المريض وصلة الأرحام، والعدل والإحسان لذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل، كما أمر الحق تبارك وتعالى، وإعطاء الأجير أجره قبل أن يجف عرقه، كما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم، فالإحساس بالآخرين نعمة ومساعدتهم فضيلة أصيلة أجرها عند الله عظيم، وتعكس نفسا طيبة لا يشعر بها إلا ذوو القلوب الرقيقة المطمئنة بالرضا الواثقة في المثوبة.
أما الإثرة والأنانية فيعيش صاحبها حياة مادية موحشة يشقى فيها بضعف اليقين وبقسوة القلب والقلق على الحياة، وهذا ما يجب أن ننبه أجيالنا منه، خاصة في زمن مادي تزداد بشاعته في تشكيل الأنانية التي باتت تتسرب بتأثيرات العزلة النفسية والمكانية وإهدار الوقت مع العالم الافتراضي وطغيانه على الواقع وعلى استقامة الحياة بالحقوق والواجبات في المجتمع الواسع، وعلى هذا ينشأ الأطفال ويشبون عليه دون انتباه لمستقبل سلوكهم، بينما من ينشأ على روح البذل ينعم في حياته بالرضا والبركة والستر، وبه يرفع الله ابتلاءات ويصاحب فاعلها الطمأنينة في الدنيا والفوز بحسن الثواب.
* كاتب سعودي
iikutbi@gmail.com